إنّ الأصل في صفة الصّلاة
صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقوله في صفة الصّلاة، وإقراره على صفة
الصّلاة، وكلّ ما يستدلّ به على ذلك، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ أمرنا بالصلاة في
كتابه، وفرضها مجملةً، وفوّض إلى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - تفسير مجملها،
وبيان مطلقها. قال - صلّى الله عليه وسلّم - لمالك بن الحويرث ومن معه حين بعثهم
إلى قومهم:" صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي "، رواه أحمد
والبخاري. (2) أمّا صفة الصّلاة الصّحيحة فتكون على الوجه التالي: (3) إذا حضر وقت
الصّلاة فعلى المسلم أن يتوضّأ. أن يستقبل القبلة، ويرفع يديه حذو أذنيه أو
منكبيه، ويقول: الله أكبر. أن يضع يده اليمنى فوق يده اليسرى أسفل صدره، ثمّ يقرأ
دعاء الاستفتاح سرّاً، وهو:" اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب، اللهم نقّني من الخطايا كما ينقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، اللهم
اغسل خطاياي بالماء، والثّلج، والبرد "، رواه البخاري ومسلم. أن يقرأ الفاتحة
وأيّ سورة شاء بعدها في الرّكعتين الأوليين، وفي آخر ركعتين يمكنه أن يقتصر على
قراءة الفاتحة فقط، وإن أراد قرأ ما شاء من القرآن الكريم. أن يركع وهو رافع ليديه
حذو منكبيه، قائلاً: الله أكبر، ويقول خلال ركوعه سبحان ربّي العظيم، وأقلّ عدد
يمكن أن يقوله هو مرّة، والزّيادة في ذلك أفضل، ثمّ يرفع من ركوعه، قائلاً: سمع
الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد، ويقيم ظهره مستقيماً. أن يسجد قائلاً: الله أكبر،
ويقول في سجوده: سبحان ربّي الأعلى، وله أن يدعو الله عزّ وجلّ بما أراد من الخير،
ثمّ يرفع من سجوده، قائلاً: الله أكبر، ويقول عند جلوسه:" ربّي اغفر لي
". أن يكرّر ذلك في كلّ ركعة من الصّلاة، ويزيد في الرّكعة الثّانية من الصّلاة
الرباعيّة أو الثّلاثية التّشهد الأوسط، وهو:" التّحيات لله والصّلوات
والطيبات، السّلام عليك أيها النّبي ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد
الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله "،
رواه البخاري. أن يقول في التّشهد الأخير مثلما يقول في التّشهد الأوّل، ولكنّه
يزيد عليه الصّلاة الإبراهيميّة، وهي:" اللهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد،
كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل
إبراهيم، في العالمين إنّك حميد مجيد "، رواه مسلم. أن يسلم عن اليمين وعن
الشّمال.